يمكن تعريف مرض باركنسون بأنه اضطراب حركي يصيب الدماغ، تبدأ أعراضه بشكل بطيء وتدريجي، وتتفاقم مع الوقت، وهي بشكل رئيسي ببطء الحركة، والرعاش، ومشاكل في التوازن، في معظم الحالات. لا يُعرف سبب باركنوسن بدقة، لكن بعض الحالات تكون ناتجة عن عوامل وراثية. ورغم عدم وجود علاج نهائي للمرض، تتوفر عدة خيارات علاجية تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين حياة المريض. (1)(2)
يزداد خطر الإصابة بمرض باركنسون مع تقدم العمر، ومتوسط العمر الذي يبدأ فيه المرض هو 60 عامًا، ويعد هذا المرض أكثر شيوعًا قليلاً بين الرجال أكثر من النساء. وعلى الرغم من ارتباط باركنسون بتقدم العمر، إلا أنه يمكن أن يحدث لدى البالغين الذين لا يتجاوز عمرهم 20 عامًا وذلك في حالات نادرة. (1)
أهم أعراض باركنسون
تشمل أعراض مرض باركنسون مجموعة من التغيرات الحركية والوظيفية التي تحدث تدريجيًا، وأهمها ما يلي: (2)
- الرعاش، والذي يبدأ عادة في اليدين والأصابع، وأحياناً في القدمين أو الفكّ.
- يحدث تباطؤ في حركة الجسم ويصبح أداء المهام اليومية أكثر صعوبة.
- تصلب أو تيبّس العضلات.
- اختلال التوازن وزيادة احتمالية السقوط أثناء المشي.
- تغيرات في الكلام مثل التردد أو التلعثم.
- صعوبة الكتابة؛ تصبح الكتابة أصغر وأقل وضوحًا.
- تراجع الحركات التلقائية مثل الابتسام أو الرمش أو تحريك الذراعين عند المشي.
كيف يتم تشخيص مرض باركنسون؟
يتم تشخيص باركنسون من قبل طبيب الأعصاب، لكن لا يوجد اختبار محدد (مثل تحاليل دم أو أشعة) تؤكد الإصابة بالمرض بشكل قاطع، يعتمد التشخيص بشكل أساسي على التقييم السريري، الذي يتضمن التاريخ الطبي، والفحص البدني، وملاحظة الأعراض، كما يمكن أن يوصي الطبيب ببعض الفحوصات لاستبعاد أي أمراض أخرى تشبه أعراض مشابهة، وقد يحدد مواعيد متابعة منتظمة لتقييم الأعراض بمرور الوقت، للتمكن من تأكيد تشخيص الحالة. (3)
لا بد من استشارة فريق طبي متخصص ويمتلك خبرة كافية للتعامل مع هذا المرض، ولذلك ننصح بالاستفادة من خبرات الاستشاريين في قسم جراحة المخ والأعصاب في المستشفى الأهلي بالدوحة، حيث تتوفر أحدث الوسائل التشخيصية والتقنيات لمساعدة الأطباء على التشخيص والعلاج بدقة.
علاج مرض باركنسون
للأسف، لا يمكن الشفاء من مرض باركنسون بشكل تام، ولكن توجد أدوية تستخدم لتخفيف الأعراض من خلال تعويض الدوبامين أو زيادة تأثيره، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يقترح الطبيب الجراحة. (2)
وبالإضافة إلى ذلك، قد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي الذي يركز على التوازن وتمارين الإطالة، وأخصائي نطق لمشاكل النطق.
الأدوية
من الأدوية التي يمكن أن يصفها طبيب الأعصاب لمرضى باركنسون ما يلي: (3)
- ليفودوبا- كاربيدوبا (مثل: سينيميت Sinemet): "ليفودوبا" هو العلاج الأكثر فعالية لمرض باركنسون، يحتوي على مادة كيميائية طبيعية تمر إلى الدماغ وتتحول إلى دوبامين، لتعويض نقصه.
يُضاف "كاربيدوبا" لتقليل الآثار الجانبية مثل الغثيان والدوار، وزيادة فعالية الدواء عن طريق منع تكسيره قبل وصوله إلى الدماغ.
- ليفودوبا المستنشق (إنبريجا): وهو دواء يساعد في إدارة الأعراض عندما تتوقف الأدوية الفموية عن العمل أثناء النهار بشكل مفاجئ.
- حقن كاربيدوبا-ليفودوبا (دوبا): دواء مخصص للمرضى المصابين بمرض باركنسون المتقدم والذين ما زالوا يستجيبون للدواء ولكنهم يحتاجون إلى مستوى أكثر ثباتًا، ويتم إعطاء هذا الدواء للسيطرة على الصعوبات الحركية، عن طريق أنبوب تغذية على شكل هلام يدخل مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة.
- ناهضات الدوبامين (مثل براميبيكسول وروبينيول)، على عكس الليفودوبا، لا تتحول ناهضات الدوبامين إلى الدوبامين، بل تحاكي تأثيرات الدوبامين في الدماغ. قد لا تكون بنفس فعالية الليفودوبا في علاج الأعراض، لكنها تدوم لفترة أطول ويمكن استخدامها مع الليفودوبا لتحسين فعالية الدواء.
- مثبطات مونوأمين أوكسيديز (ب): (مثل السيليجيلين والراساجيلين)، تساعد على منع إنزيم يسمى مونوأمين أوكسيديز ب (MAO B) الذي يكسر الدوبامين، مما يطيل تأثيره. عند استخدامها مع ليفودوبا، تساعد في تقليل التلاشي السريع لمفعول الدواء
- مثبطات إنزيم كاتيكول (COMT): وهي مثبطات تساعد على استمرار علاج ليفودوبا لفترة أطول من خلال منع إنزيم يقوم بكسر الدوبامين.
- أمانتادين: يصف الأطباء هذا الدواء لتخفيف الأعراض الخفيفة المبكرة لمرض باركنسون على المدى القصير.
الجراحة
قد يلجأ أطباء الأعصاب أحيانًا إلى إجراء تحفيز الدماغ العميق (DBS)، وهو إجراء جراحي لعلاج مرض باركنسون، حيث يتم زرع أقطاب كهربائية في الدماغ مرتبطة بجهاز تنظيم ضربات القلب تحت الجلد، مما يساعد في إرسال نبضات كهربائية لتخفيف أعراض المرض مثل الرعشة وخلل الحركة. يعتبر DBS فعالًا بشكل خاص للأشخاص الذين يستجيبون لعلاج ليفودوبا، لكنه لا يمنع تطور المرض، وقد يحتاج المرضى إلى مواعيد متابعة لتعديل الإعدادات أو استبدال بعض أجزاء النظام، حيث قد تواجه بعض الحالات مشاكل أو مضاعفات، وعلى الرغم من فعاليته في تخفيف الأعراض، لا يمنع DBS تفاقم المرض، ويجري الباحثون دراسات لتحسين فعاليته. (3)
العلاجات الحديثة المتقدمة
تُعتبر الموجات فوق الصوتية الموجهة بالرنين المغناطيسي من العلاجات الحديثة المتقدمة لإدارة الرعشة المقاومة للعلاجات التقليدية في مرض باركنسون. وهو إجراء غير جراحي، يتم فيه توجيه الموجات فوق الصوتية لتدمير المنطقة المحددة في الدماغ المسؤولة عن التسبب بالرعشة، وذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد الموقع بدقة. تعمل الموجات فوق الصوتية على رفع درجة الحرارة في المنطقة المستهدفة بدرجة كافية لتدمير الأنسجة غير الطبيعية دون التأثير على الأنسجة السليمة.
هذا العلاج فعال للرعشة ولكنه ليس مناسبًا لعلاج جميع أعراض مرض باركنسون، وما زالت الدراسات جارية لتوسيع نطاق استخدامه. (3)
_____________________________________________________________________________
المراجع
- Clevelandclinic - Parkinson’s Disease
- Nhs - Parkinson's disease
- Mayoclinic - Parkinson's disease