سلس البول

في حالات سلس البول قد تتسرب نقاط من البول عند الضحك أو السعال، قد تبلل الفراش أثناء النوم، أو تجد صعوبة في الوصول إلى دورة المياه في الوقت المناسب. فما هي أهم أسباب هذه المشكلة الشائعة؟ وكيف يمكن السيطرة عليها؟

ما هو سلس البول؟

يمكن تعريف سلس البول بأنه حالة شائعة يواجه فيها المريض صعوبة في التحكم بالبول، وذلك لأسباب مختلفة، وقد يكون سلس البول عرضيًا وخفيفًا، وقد يكون متكررًا بشكل مزعج، ويعيق الحياة اليومية.

عند الإصابة بسلس البول، يلاحظ المريض تسريباً لا إرادياً للبول في بعض المواقف، مثل الضحك أو العطس أو السعال، أو عند القيام بحركات جسدية معينة، أو قد يبلل المريض الفراش، أو لا يتمكن من السيطرة على البول حتى وصوله إلى دورة المياه. ^[١]

أهم أسباب سلس البول

يمكن أن يحدث سلس البول نتيجة لوجود مشكلة صحية أخرى، أو المرور بمرحلة معينة، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي للإصابة به ما يأتي: ^[١]

التهابات المسالك البولية

من الممكن أن تتسبب عدوى المسالك البولية بتهيج المثانة، مما يجعل المريض يشعر برغبة قوية في التبول، وقد لا يتمكن في كثير من الأحيان من السيطرة على البول.

زيادة الوزن المفرطة

يضغط الوزن الزائد على المثانة، ولذلك يعتبر الأشخاص المصابون بالسمنة أو بزيادة مفرطة في الوزن من الفئات المعرضة لسلس البول.

الحمل والولادة

من المحتمل أن تعاني المرأة الحامل من مشكلة سلس البول نتيجة لضغط الجنين على المثانة. وقد تستمر هذه الأعراض، أو تظهر بعد الولادة، بسبب تأثير الولادة على إضعاف بعض العضلات والأربطة والأعصاب في منطقة الحوض.

سن اليأس

يعتبر سلس البول من أكثر المشاكل الصحية الشائعة في الفترة ما بعد انقطاع الطمث، عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين الذي يساهم في الحفاظ على صحة المثانة وعضلات الحوض.

مشاكل البروستاتا

من المرجح أن يصاب بعض الرجال بسلس البول بعد إجراء العمليات الجراحية للبروستاتا، أو في حال الإصابة بتضخم البروستاتا.

التدخين

قد لا يكون السبب واضحًا، لكن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بسلس البول من غير المدخنين.

كيف يتم تشخيص سلس البول؟

قبل البدء بخطة العلاج، يجب أن يقوم الطبيب بتحديد نوع وطبيعة سلس البول لدى المريض، وذلك من خلال عدة إجراءات وفحوصات، وأهمها ما يلي: ^[٢]

• تحليل عينة من البول للتأكد من عدم وجود عدوى أو مشكلة معينة في البول.
• طلب سجلّ يتضمن ملاحظات معينة حول عدد مرات التبول ومعدل تكرار الحاجة الملحّة للتبول وكمية البول، وذلك على مدى أيام متتالية.
• قياس كمية البول المتبقية في المثانة بعد إفراغها، للكشف عن وجود انسداد في المسالك البولية، أو وجود مشكلة في أعصاب أو عضلات المثانة.
• قد يحتاج الطبيب أحيانًا لإجراء فحص ديناميكا البول، أو فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية.

ما هي أنواع سلس البول؟

قد يبدو سلس البول حالة محددة وواضحة، لكنه في الحقيقة ينقسم إلى عدة أنواع، وتشمل: ^[٢]

سلس البول التوتري (Stress Incontinence)

هو تسرب نقاط من البول عند السعال أو الضحك أو أثناء ممارسة الرياضة أو رفع أشياء ثقيلة، أو أي شيء يضغط على منطقة البطن.

هذا النوع من سلس البول الأكثر شيوعًا بين النساء، خاصة بعد الولادة، وفي مرحلة انقطاع الطمث. ويحدث نتيجة ضعف عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة.

سلس البول الإلحاحي (Urge Incontinence)

الشعور المفاجئ والقوي بالحاجة للتبول، ولكن دون القدرة على التحكم به، يسبب تسرب لكمية كبيرة من البول فجأة دون سابق إنذار، ويمكن أن يتكرر هذا الأمر أكثر من مرة خلال اليوم، بما في ذلك خلال ساعات الليل. قد يكون سببه شيئاً بسيطاً مثل التهاب في المسالك البولية، أو مشاكل أعقد مثل مرض السكري، أو اضطرابات عصبية.

سلس البول الفيضي (Overflow Incontinence)

في هذا النوع لا يحدث تفريغ كامل للمثانة من البول عند التبول، وبذلك يتبقى دائما كمية كبيرة من البول في المثانة دائماً، مما يؤدي إلى تسرب كمية صغيرة من البول كل فترة نتيجة امتلاء المثانة، هذا النوع شائع لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، وغالباً سببه انسداد جزئي في مجرى البول أو ضعف عضلات المثانة.

سلس البول الوظيفي (Functional Incontinence)

يحدث هذا النوع نتيجة للإصابة بمشكلة بدنية أو عقلية تمنع الشخص من الذهاب إلى المرحاض في الوقت المناسب كمرضى الزهايمر والذين يعانون من مشاكل في الحركة.

سلس البول المختلط (mixed incontinence)

يتضمن الشعور بنوع أو أكثر من أنواع سلس البول، عادة سلس البول التوتري مع الإلحاحي.

طرق علاج سلس البول

يمكن أن يكون سلس البول مشكلة مؤقتة، بسبب استخدام أدوية معينة، أو التهاب المسالك البولية، أو الإمساك الشديد. وبمجرد زوال السبب، ينتهي سلس البول، ويعود المريض إلى حالته الطبيعية.

هناك ثلاثة أنواع أساسية يتم اتباعها لعلاج سلس البول، وهي: ^[٣]

تغيير نمط حياة المريض

يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة للمريض في تخفيف الأعراض، وأهمها:

• ممارسة تمارين تقوية عضلات قاع الحوض (تمارين كيجل) بانتظام، وهي مهمة جداً خاصة لمرضى سلس البول التوتري.
• وضع جدول زمني للتبول مرة كل عدة ساعات بشكل منتظم.
• تقليل شرب السوائل قبل النوم.
• الحرص على تخفيف شرب الكافيين.
• التحكم بمرض السكري.
• تجنب رفع الأمتعة الثقيلة.
• الحفاظ على وزن صحي.

الأدوية

هناك عدد لا بأس به من الأدوية التي تُستخدم لعلاج السلس البولي، ويعتمد اختيار الدواء المناسب على نوع السلس البولي وشدته، من الأدوية الشائعة:

• أوكسيبوتينين - (الاسم التجاري: Ditropan®)
• سوليفيناسين - (الاسم التجاري: Vesicare®)
• تولتيرودين - (الاسم التجاري: Detrusitol®)
• تروسبيوم - (الاسم التجاري: Spasmex®)
• ديسموبريسين - (الاسم التجاري: Minirin Melt®)
• ميرابيغرون - (الاسم التجاري: Betmiga®)
• تامسولوسين - (الاسم التجاري: Omnic Ocas®)
• كريمات الإستروجين؛ لاستبدال عمل هرمون الإستروجين الذي ينخفض في سن اليأس.

تعمل بعض هذه الأدوية على تهدئة عضلات المثانة المفرطة النشاط، بينما يعمل بعضها الآخر على إرخاء عضلات المثانة.

إجراءات طبية وجراحية

في حال فشل الخيارات العلاجية الأخرى في تحقيق نتائج ملموسة، قد يلجأ الطبيب لأحد الإجراءات الطبية أو الجراحية، مثل:

• زراعة أجهزة لتحفيز أعصاب المثانة وتحسين التحكم بالبول.
• إجراء جراحة لدعم مجرى البول باستخدام شبكة صناعية أو جزء من أنسجة المريض.
• استخدام حقن تحتوي على مواد مالئة لزيادة حجم بطانة مجرى البول.
• حقن البوتوكس لإرخاء عضلات المثانة وعلاج سلس البول الإلحاحي.