قد ينصح الأطباء بالحقن لعلاج آلام خشونة الركبة إذا لم تكن المسكنات أو العلاج الطبيعي كافية، إذ يمكن أن تساعد حقن الكورتيزون أو حمض الهيالورونيك مباشرة في الركبة في تقليل الالتهاب وتخفيف الألم، كما أن هناك حقنًا أخرى مثل حقن البلازما أو الخلايا الجذعية، والتي قد تخفف الألم، وتشجع على بناء الغضروف المتآكل في نفس الوقت. (1)
أفضل أنواع الحقن لخشونة الركبة
توجد عدة أنواع من الحقن لعلاج خشونة الركبة، لكن وفقًا للأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام (AAOS)، فإن حقن الكورتيزون هي الأكثر تفضيلاً والخيار الموصى به حالياً.
بينما الأنواع الأخرى فقد تساعد بعض المرضى، لكنها لا تزال قيد البحث، مما يجعلها أقل استخداماً. (2)
فيما يلي توضيح لأنواع الحقن لخشونة الركبة، والمعلومات المعروفة عنها في العلاج والفعالية:
حقن الكورتيزون للركبة
حقن الكورتيزون فعّالة في تخفيف نوبات الألم والتورم لخشونة الركبة، خاصة عند تراكم السوائل داخل المفصل. تعمل هذه الحقن على تخفيف الأعراض عن طريق تقليل الالتهاب في المفصل، لكنها ليست حلاً دائمًا، ويوصى بها كعلاج قصير الأمد فقط للألم الشديد في الركبة عند عدم كفاية العلاجات الأخرى. (3)(4)
إليك بعض الأمور المهمة إذا كنت تفكر في هذا العلاج:
- تأثير سريع: توفر حقن الكورتيزون راحة سريعة من الألم، وعادةً تظهر النتيجة في غضون يوم أو يومين.
- مدة التحسن: يستمر التخفيف من الألم عادةً لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 أسبوعًا، وهي فترة كافية عادة لزوال هجمة الألم، لكن الاستجابة لها قد تختلف من شخص لآخر، والبعض قد لا يستفيد بشكل كافٍ.
- لا تُؤخذ بشكل مستمر: تعمل الحقنة الأولى عادةً بشكل أفضل، ولكن مع تكرار الاستخدام تقل فعاليتها وتزداد خطورتها، لذا يُفضل استخدامها بحد أقصى 3-4 مرات في السنة (بين الحقنة والأخرى حوالي 3 أشهر)، حيث إن الاستخدام المفرط قد يضعف الغضروف في المفصل.
- الآثار الجانبية: قد تتضمن الآثار الجانبية لحقن الكورتيزون ألمًا وتورمًا في موقع الحقن، تفتيح لون الجلد بشكل دائم في المنطقة مع تكرار الحقن، كما قد يشعر البعض بضعف في العضلات والأربطة.
حقن الهيالورونيك للركبة
(حقن الجيلاتين أو الحقن الزيتية)
معظم السائل الموجود في الركبة السليمة هو حمض الهيالورونيك، لكن مع خشونة الركبة، يصبح هذا الحمض رقيقًا، ويقلّ مستواه في المفصل. مما يقلل التزليق، ويزيد الاحتكاك والألم. (3)(4)
- التأثير: يعمل حمض الهيالورونيك كمادة جيلاتينية تساعد على تليين وتزليق الأجزاء المتحركة داخل الركبة، مما يخفف الاحتكاك، لكن هذا التأثير قصير المدى.
- توصيات الاستخدام: غالبًا لا يكون حمض الهيالورونيك الخيار الأول للعلاج، فقد يقترحه الطبيب في حال عدم تحسن الأعراض على المسكنات (أو عدم القدرة على استخدامها)، وعدم الاستفادة على حقن الكورتيزون، أو عند القلق من آثارها الجانبية.
- الفعالية: حقن الهيالورونيك أقل فعالية من الكورتيزون، ولا يوجد دليل قوي على أنه فعال في علاج وتخفيف أعراض خشونة الركبة، لكن الآراء متضاربة، فبعض الدراسات لم تجد فوائد ملحوظة لحقن الهيالورونيك، بينما دراسات أخرى وجدت أن لها تأثيراً معتدلاً، لكن مفيد في تخفيف أعراض خشونة الركبة، لذا قد تختلف الاستجابة من مريض لآخر.
- عدد الحقن: يختلف عدد مرات الحقن على حسب نوعها، بعضها يؤخذ مرة واحدة فقط، وبعضها مرة أسبوعيًا لمدة تصل إلى 5 أسابيع، ومن أشهر الأمثلة عليها: Synvisc، وHyalgan، وDurolane.
- الآثار الجانبية: قد تتسبب حقن حمض الهيالورونيك بألم مؤقت واحمرار وتورم في المفصل، وهي قليلة المخاطر بشكل عام كون حمض الهيالورونيك مادة طبيعية في الجسم.
حقن البلازما للركبة
تعد حقن البلازما (PRP) من العلاجات التي لاقت اهتمامًا متزايدًا مؤخرًا، والتي قد يكون لها دور في العلاج نفسه، وليس فقط تخفيف الأعراض، عن طريق تحفيز شفاء الغضروف في المفصل. (3)(4)
- التأثير: يتضمن العلاج أخذ عينة من دم المريض، ثم معالجتها للحصول على سائل يحتوي على تركيز عالٍ من الصفائح الدموية، ومن يتم حقنه مرة أخرى في الركبة. تحتوي الصفائح الدموية على مواد كيميائية طبيعية تساهم في شفاء الإصابات، ويُعتقد أن عوامل النمو التي تُطلقها قد تساعد على شفاء الغضروف المتآكل، لكن في نفس الوقت، تحتوي البلازما الغنية بالصفائح الدموية أيضًا على مركبات قد تزيد من الالتهاب في بعض الحالات.
- الفعالية: فعاليتها لا تزال غير مؤكدة، ولم يثبت بشكل قاطع قدرتها على تقليل أعراض خشونة الركبة، حيث إن الدراسات لا تزال متضاربة والفعالية غير مؤكدة. لهذا السبب، لا يُنصح عمومًا بحقن البلازما بشكل روتيني، خاصة أنها تُعد باهظة الثمن، وغالبًا ما لا تغطيها التأمينات. (5)
- الآثار الجانبية: نظرًا لأنه مصنوعة من دم المريض نفسه، فلا يوجد عادةً أي آثار جانبية خطيرة.
حقن الخلايا الجذعية للركبة
تعتمد حقن الخلايا الجذعية على الأمل في أن هذه الخلايا يمكن أن تخفف من الالتهاب في الركبة، وتساعد على نمو أنسجة غضروفية جديدة. (1)(3)
- التأثير: تتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على التحول إلى أي نوع من الخلايا، مثل تلك التي قد تساهم في إصلاح الأنسجة المتضررة. عندما تُحقن في الركبة المصابة بخشونة، قد تُشجّع الخلايا الجذعية على إعادة نمو الغضروف التالف، وتعزيز الشفاء، ويمكنها أيضًا أن تقلل من الالتهاب.
- الفعالية: رغم الآمال المعقودة على حقن الخلايا الجذعية، إلا أن الاختبارات أظهرت أن عددًا قليلاً فقط من هذه الخلايا ينجو أو يبقى في المفصل بعد الحقن، ولا تزال فعالية هذه الحقن في حالات خشونة الركبة غير مثبتة بشكل قاطع. لذلك، ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الحقن تقدم فوائد حقيقية لعلاج خشونة الركبة.
- التوصيات: لا يوصى عمومًا بحقن الخلايا الجذعية؛ بسبب قلة الأدلة العلمية التي تثبت فعاليتها وسلامتها، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
كلمة أخيرة
حاليًا، تعتبر حقن الكورتيزون هي النوع الوحيد من الحقن الذي ينصح به الخبراء بشكل عام لعلاج آلام خشونة الركبة. إذا كان هناك بعض التحسن باستخدام الكورتيزون، ولكنه غير كافٍ، أو إذا كان هناك سبب يمنع من استخدام الكورتيزون، يمكن تجربة حقن حمض الهيالورونيك أو البلازما كبدائل محتملة.
يقدم قسم أمراض المفاصل والروماتيزم في المستشفى الأهلي مجموعة من الخيارات العلاجية المتقدمة لعلاج خشونة الركبة، بما في ذلك أفضل أنواع الحقن، مثل الكورتيزون، وحمض الهيالورونيك، والبلازما وغيرها، وذلك بإشراف أطباء متخصصين لتقديم الرعاية المثلى لمرضانا.
المراجع
- NYU Langone Health - Therapeutic Injections for Osteoarthritis of the Knee
- The American Academy of Orthopaedic Surgeons - Management of Osteoarthritis of the
- Knee (Non-Arthroplasty)
- NIH NLM - Osteoarthritis of the knee: Learn More – Do knee injections help?
- WebMD - Injectable Medications for Knee Osteoarthritis
- Medscape - Knee Injection