الكثيرون ممن يعانون من السمنة المفرطة يجربون الأنظمة الغذائية والرياضة مطولاً، ورغم أن البعض ينجح في فقدان نسبة جيدة من وزنه الزائد، إلا أنّ المشكلة الأساسية تكمن في احتمالية استعادة الوزن المفقود بعد فترة.


ومن المهم إدراك أنّ هذا في كثير من الحالات ليس ناتجاً عن ضعف إرادتهم أو اتباعهم للدايت الخاطئ؛ إذ تشير الدراسات أن الشخص عندما يصل الشخص لسمنة مفرطة بمؤشر كتلة جسم يزيد عن 35 كجم/ متر2، تكون لديه فرصة أقل من 1% للوصول إلى وزن طبيعي والمحافظة عليه لفترة طويلة عبر الاستعانة بالأنظمة الغذائية والرياضة فقط.[١]


ولهذا تأتي جراحات السمنة كالتكميم وتحويل المسار كخيار ضروري أو منقذ للحياة للأفراد الذين يعانون من سمنة مفرطة، وقد جربوا خسارة الوزن بالطرق التقليدية وفشلت محاولاتهم، لمساعدتهم على الوصول إلى فقدان الوزن الكافي الذي يدوم، وتقليل المضاعفات الصحية الخطيرة جداً للسمنة.[٢]


لكن للأسف الكثيرون ممن يمكن أن تحسن جراحة السمنة حياتهم وصحتهم لا يدركون أنّهم قد يكونون بحاجة إليها، فلنتعرف معاّ على المعايير التي قد تجعل جراحة السمنة ضرورية؟ 

متى تكون جراحة السمنة ضرورية؟

جراحة السمنة تصبح ضرورية عندما تصل السمنة لمستويات خطرة جداً على الصحة.


 ووفقاً لأحدث توصيات الجمعية الأمريكية لجراحة السمنة والاتحاد الدولي لجراحة السمنة يُوصى بالخضوع لجراحة السمنة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من خسارة وزن كافية ومستدامة دون جراحة، في الحالات التالية:[٣]


1- مؤشر كتلة الجسم BMI يبلغ 35 فأكثر، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود أمراض مصاحبة سببتها السمنة.

(أو)

2- مؤشر كتلة الجسم 30 فأكثر، مع المعاناة من مرض السكري.

(أو)

3- يمكن النظر في إجراء الجراحة للأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم بين 30 – 34.9، مع عدم حصول فقدان وزن كافٍ أو تحسن في الأمراض المصاحبة بالوسائل غير الجراحية.


ملاحظة: يمكنك حساب مؤشر كتلة الجسم الخاص بك باستخدام هذه الحاسبة.

فوائد جراحة السمنة

عمليات إنقاص الوزن مثل التكميم وتحويل المسار تقدم فوائد عديدة للمرضى، فوفقاً للدراسات 90% من المرضى يخسرون حوالي 50% من وزنهم الزائد ويحافظون على الوزن المفقود لفترة طويلة، كما يشعر المرضى براحة وثقة أكبر، ويصبح بإمكانهم الاستمتاع بأنشطة لم يكن بإمكانهم الاستمتاع بها مسبقاً. [١]


كما تقلل جراحة السمنة من خطر الوفاة لأي سبب بأكثر من 40%، ورغم أن البعض كان يظن قديماً أنّ جراحة السمنة خطيرة، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا، فجراحة السمنة تتم حالياً بتقنيات الجراحة المنظارية عبر شقوق صغيرة جداً في البطن، ومعدل الوفاة بسبب جراحة السمنة في العام الأول منخفض جدًا، مماثل لعملية استئصال المرارة، كما أن الجراحة تقلل بشكل كبير من خطر الوفاة المرتبط بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب (بنسبة 40%)، والسكري (92%)، والسرطان (60%)، وعند مقارنة المخاطر مع الفوائد الصحية الهائلة، يصبح اتخاذ قرار الخضوع للجراحة أسهل بكثير، وهذا بالطبع للأشخاص المؤهلين الذين يحتاجونها فقط. [١]


لست وحدك!

معدلات السمنة مرتفعة جداً لدينا في قطر، إذا يعاني حوالي 46% من النساء و 36% من الرجال في قطر من السمنة وفقاً لتقرير Global nutrition عام 2022، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العام للسمنة في المنطقة والذي يبلغ 10.3% للنساء و7.5% للرجال.[٤]




لكن لحسن الحظ توجد حلول وخطوات يمكنك وغيرك اتخاذها للتخلص من السمنة ومخاطرها على الصحة، من برامج تغذوية ورياضية، وأدوية وعلاجات غير جراحية تحت إشراف أطباء الغدد الصماء، وانتهاء بآخر الحلول وهو الخضوع لجراحة لإنقاص الوزن والتي تُجرى على يدّ أخصائيي جراحة السمنة.



المراجع

  1. ^ أ ب ت --(),[asmbs.org "Benefits of Metabolic and Bariatric Surgery"], asmbs, Retrieved 2025-05-12. Edited.
  2. --(),[asmbs.org "Is Metabolic and Bariatric Surgery Right for You?"], asmbs, Retrieved 2025-05-12. Edited.
  3. --(),[pmc.ncbi.nlm.nih.gov "2022 American Society of Metabolic and Bariatric Surgery (ASMBS) and International Federation for the Surgery of Obesity and Metabolic Disorders (IFSO) Indications for Metabolic and Bariatric Surgery"], pmc.ncbi.nlm.nih, Retrieved 2025-05-12. Edited.
  4. --(),[globalnutritionreport.org "Country Nutrition Profiles"], globalnutritionreport, Retrieved 2025-05-12. Edited.